من حيث أتيت
عُدْ الأَدْرَاجَ
كُنَّا غُرَبَاءَ
وَقَدْ عُدْنَا
لا أُؤْمِنُ قَطْعًا بِالأَبْرَاجِ
وَلَكِنِّي أَحْتَاجُ لِهُدْنَة
أَنَا المُشْتَاقُ إِلَى نَفْسِي
وَالنَّفْسُ تَمِيلُ إِلَى الْهَجْرِ
وَوُصَالُكَ يَمْنَعُ رَغْبَتَنَا
لا أَذْكُرُ مَنْ بَدَأَ الْوُصُلَ
وَلَكِنَّا الْآنَ بِلا ودٍ
وَلَا شَيْءٌ باقٍ لِيَجْمَعَنَا
وَأَنِّي عَاودَتْ أَدْرَاجِي
مِنْ حَيْثُ بَدَأَتْ أَخْطُوهَا
فَزَيدُوا فِي الْبُعْدِ
فَقَدْ زِدْنَا
وَبَنَيْتُ جِدَاراً يَمْنَعُكُمْ
مِنْ رُؤْيَةِ وَجْهِي الْمُتَلَعثِّمِ
وَدَعَوْتُ اللَّهَ تَضْرُعاً
أَنْ يَمْنَعَ صُدَفَاً تَجْمَعُنَا
عُودُوا إِنْ شِئْتُمْ أَوْ رَغِمًا
فَكَفَّانَا أنَّنَا شِئْنَا
هَذَا اَلْمَفْتُون
قَلْبِي اَلْمَلْعُونَ بَجَمَعَتَكَمْ
قَدْ بَاتَ وَحِيدًا فِي عِزْلَة
جَمَعَ أَشْلَاؤُهُ فِي عِزْلِ
بُعث وَانْقَطَعَتِ اللَّعْنَة
والْيَوْم نَعُود كمَا كُنَّا
فلَا نَاسِف ولَا نَأسَى
وَمن نَنعَى وقد هُنَا
قُولوا مَا شِئْتم كمَا شِئْتم
قُولوا مَجذُوبا أو جُنَّ
فالْيَوْم نَعُود كمَا كُنَّا
إِنَّ كان فراقكم لَحْدًا
فلَا نَخشَى الموْتُ ومثْوانَا
لََا نَخشَى إِلَّا مَوْلَانا
فهل نَخشَى الموْتُ
وقد مُتنَا
قَدْ مُتَّنَا مِرَارًا وَمَرَّارَا
مُتَّنَا وَلَا أَحَدًّا يُسْعِفُنَا
مُتَّنَا بِدَاخِلِنَا أَيَّامًا
مِنْ ظَنٍّ جَائِرٍ يُوءدَنَا
كَمْ كُنَّا نصْغِي إِلَى وَجَعٍ
وَنَكْتُمُ أُوجَاعًا تُؤْلِمُنَا
بَاتَتْ أَيَّامِي بِلَا سَجْعٍ
نَبْكِي لَا أَحَدٌ يَسْمَعُنَا
وَأَنْ حَضَرَ غَرِيبٌ يَسْأَلُنِي
عَنْ قَوْمٍ فِي صَحْبَتِي كَانُوا
سَأَتْلُو مِنْ طَيِّبٍ ذِكْرَاكُمْ
فَذَكَرَ الْمَوْتِيُّ إنْ جَاءَ
لَا نَنْطِقُ إِلَّا بِالْحُسنَى
لَنْ أُذْكُر أَنَّنَا كُنَّا
وَقَطَّعْنَا وُعُودًا لِتنُكس
وَبَنَيْنَا آمَالًا- لَا تُبنِي
وَمَشَيْنَا دُرُوبًا - وَدُرُوبًا
وَبخُف حُنَين مَا فُزنَا
عُودُوا - عُودُوا
كَالشَّمْسِ تَعُودُ إِلَى الْمَغْرِبِ
كَالْقَمَرِ يَعُودُ كَمَا الْعُرْجُونِ
لِلْكَوْنِ قَانُونٌ يَحْكُمُنَا
كُلُّ الْأَشْيَاءِ إِلَى الْفَنَاءِ
وَقَانُونُ الْكَوْنِ لَا يَفْنَى
فَعُودُوا الأَدْرَاجَ بِلَا جَدَلٍ
كُنَّا غُرَبَاءَ وَقَدْ عُدْنَا
مِنْ حَيْثُ أَتَيْتَ
عُدْ الأَدْرَاجَ
فَكُلُّ الْخُطُوَاتِ
بِلَا جَدْوَى
وَكُلُّ الْكَلِمَاتِ
بِلَا مَعْنًى
عُودُوا الأَدْرَاجَ
كَيْ تَنْسَوْا
وَدَعُونَا أَيْضًا
كَيْ نَنْسَى
............
Mahmoud Hanfy